-->
404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة
  • العودة الى الصفحة الرئيسية
  •  

    نظرة سريعة على موضوع شهادات النساء وروايات القبر الفارغ – داريل إل بوك



    مقدمة

    كثيرا ما يقال أن النساء لا يمكن أن يكونن شهودا في العالم اليهودي القديم. تنطبق هذه النقطة على روايات القبر الفارغ الخاصة بالقيامة وحدث البشارة المرتبط بها. حيث يكون الادعاء هو أن "هذه الروايات ليست مُلفّقة". لن يختار المرء أن يكون شهوده لحدث مثير للجدل عبارة مجموعة لا تعتبر ثقافيًا شهودًا من الأساس. حيث أن إحدى العقبات الثقافية الصعبة متمثلة في (القيامة الجسديّة) لا ينبغي أن تكون ركيزتها الداعمة عبارة عن عقبة ثقافية أخرى (النساء كشاهدات) في معركة للدفاع عن مصداقية شيء ما. وبالتالي فالنساء موجودات في القصة لأنهن كن جزءاً من الحدث الأصلي. لقد كان هذا الاستخدام لمعيار الإحراج حجة مهمة في إثبات وجود قبر فارغ وحدث ملموس وراء ادعاءات القيامة.[1]

    إن حجة النساء باعتبارهن "غير صالحات كشهود" تحتاج إلى نظرة فاحصة. من خلال فحص النصوص القديمة بعناية، سعى روبرت ماكيني إلى تأهيل هذه الحجة، معتبرًا أن هناك حالات قليلة سُمح فيها للنساء بالشهادة.[2] لذا فإن النظر إلى طبيعة مثل هذه الادعاءات وتواريخ تلك المصادر يحتاج إلى اهتمام. حيث يُثار التساؤل عما إذا كانت حجة الشهادة الرئيسية هذه صحيحة أم أنها تحتاج إلى تحسين.

    النساء كشاهدات

    الأسئلة العادلة التي يجب طرحها في مناقشة حول الشهود هي نوع الشاهد الذي لدينا وكيف يُنظر إلى النساء للقيام بهذا الدور. هناك شهادة رسمية في المواقف القانونية المرتبطة بأشياء مثل القسم. هناك أيضًا شهادة عامة وأوسع حول الأحداث. والسؤال الذي يجب متابعته هو كيف رأت الثقافة مثل هذه الشهادة العامة.

    لا يوجد نص صريح بشأن قيام المرأة بتقديم أو عدم تقديم الأدلة القانونية في أسفار موسى الخمسة. ربما يكون أفضل رؤية لهذا المنظور هو أنه كان مطلوبًا عشرة رجال لتشكيل الكنيس. ويشير هذا بطبيعته إلى أن وجود المرأة لا يهم في الشؤون الاجتماعية الأكبر. وهذا يتناسب مع الطابع البطريركي/الذكوري العام للمجتمع اليهودي القديم. وقد تكون المرأة قادرة على إثبات شهادة الرجل، ولكن في معظم الحالات لا تُعتد بهذه الشهادة عندما تُقدَّم بمُفردها. على سبيل المثال، يشير تثنية 21: 18-21.[3] و22: 13-21.[4] إلى نفس النتيجة. في المثال الأول، يجب على كلا الوالدين أن يشهدا بشأن الابن المُعانِد. وفي الحالة الثانية، يمكن للوالدين تقديم أدلة للدفاع عن عذرية ابنتهما من خلال إحضار علامات العذرية، مثل الملابس أو الفراش المُلطخ بالدماء.[5]

    وبحلول الوقت الذي وصلنا فيه إلى الرابيين اليهود، كان الحظر المفروض على شهادة النساء قويًّا. ولا يجوز للمرأة أن تحلف. يعلن m. Šebuoth 4.1  أن "قَسَم الشهادة ينطبق على الرجال وليس على النساء". نص مشناهي آخر، Rosh haShana 1.8، يقول: "لا يوجد دليل بمقدور المرأة أن تجلبه.". عدم وجود قائمة للنساء في m. Sanhedrin 3.4 كأقارب يمكنهم أن يكونوا شهودًا يفترض أن النساء ليس لهن شأن في هذا الأمر. فقط نص لاحق بكثير،Sifre Deut 190 ، يشير إلى أن "البعض" يعتبر المرأة مؤهلة للشهادة. لكن طريقة الاستشهاد بهذا الرأي تعني أن "المعظم" رفضه. في الواقع، يقرأ جزء من هذا النص على النحو التالي،

    هل يمكن القول أن المرأة يمكن أن تكون مؤهلة للشهادة أيضاً؟ ورد هنا "شاهدان (شناي shnei)" (تث 19: 15)، و"شاهدان (شناييم shnayim)" (تث 17: 6) مذكورة في مكان آخر. وكما أن المذكورين هنا يختصان بالشهود الذكور دون النساء، كذلك فإن الشنايم shnayim المذكور في موضع آخر يختص بالشهود الذكور دون النساء.[6]

    ويؤكد المقطع نفسه أيضًا أن سفر التثنية 19 يشير إلى الرجال. ويشير التلمود اللاحق إلى نفس النقطة في Baba Qamma 88a ، حيث يقرأ: "المرأة... غير مؤهلة للإدلاء بالشهادة". يشرح يوسيفوس في كتابه الآثار Antiquities 4. 219 أنه لا يجوز السماح بشهادة المرأة بسبب "طيش ووقاحة جنسها". والفكرة هي أن النساء يفتقرن إلى جوهر الشخصية الجادة التي يتطلبها الشاهد. في البيئات اليهودية القديمة، يُنظر إلى النساء من منظور محدود للغاية، ومختلف تمامًا عن وجهات النظر الحديثة. يعد هذا نصًا ثقافيًا قديمًا مهمًا يوضح مدى مفاجأة ظهورهن كلاعبين رئيسيين في قصة القبر الفارغ.

    بعض النصوص التي تصور الأحداث لها أيضًا أهمية. يحكي سفر سوسنة book of Susanna قصة امرأة متهمة بالزنا. يوجد نسختان. في كل منهما، تدافع عن براءتها بطريقة توحي بأنها تناشد الله. في النسخة الأولى من السبعينية LXX، تنظر إلى الأعلى وهي تلجأ مباشرة إلى الله، لأنها لا تشهد لصالح حالتها. في نسخة ثيودوتيون، تحفظ "هذه المُناشدة لله" حتى تأتي الشهادة ضدها من الشيوخ والقضاة. وهنا تصرخ بصوت عالٍ (إلى الله) وتقول مباشرة أن شهادتهم كاذبة. فقط استجواب دانيال المُدمِّر ينقذها، حيث يفضح شهادتهم الزور. ويوجد دانيال في الرواية كشيخ مساوٍ لمكانة متهميها. لم تشهد سوسنة أبدًا، ولم يُطلب منها ذلك. وملجأها الوحيد هو اللجوء إلى الله. وتصور هذه القضية حقيقة الوضع الثقافي المحدود للمرأة. هناك جدل حول ما إذا كان هذا لمجرد كونها امرأة أم بسبب الشك في الشهادة الذاتية بشكل عام.

    على مستويات النخبة، قد تكون هناك استثناءات. يشير يوسيفوس إلى بعض هذه الأمثلة في الآثار 15. 82–84 (مع القَسَم)، 16. 213–19، 16. 328–31، و17. 121. ومع ذلك، في أحد الأمثلة، يكشف يوسيفوس الجانب عن الموقف. ويقول إن والدة أنتيباتر «ثرثرت كامرأة» (17، 121). وفي جميع الأحوال، فإن القضايا التي تتعلق بالرجل كمبادئ هي التي يتم تناولها.

    يُظهر المشناه أيضًا أن هناك بعض الأمثلة المحدودة للسماح للمرأة بالشهادة. وتشمل هذه حالات الطعن في العذرية (m. Ket 1.6– 7)، والشهادة على موت رجل (m. Yeb 15.1–2)، وبعض قضايا الملكية (m. Ket 9.4). وحتى مع هذا الاستخدام المحدود، تظل النقطة المهمة هي أن النساء كن في أفضل الأحوال شهودًا من الدرجة الثانية. لا يمكنك الذهاب إليهن للحصول على المساعدة في اتخاذ قرار بشأن مسألة ما لم يكن ذلك مطلوبًا بشكل حتمي.

    تطبيق هذا على مشهد القبر الفارغ

    فماذا نقول عن مشهد القبر الفارغ؟ وتبرز النقطة التالية: على الرغم من أنه من الخطأ الادعاء بأنه لم يُسمح للنساء مطلقًا بالشهادة، إلا أن الأمر نادرًا ما يحدث، ولا يحدث إلا في حالات محدودة جدًا. متى حدث ذلك؟ كان ذلك فقط لأنواع معينة من الحالات، حيث قد لا تكون هناك طريقة أخرى لمعرفة ذلك. في حالة القبر الفارغ، قد يكون السؤال حول كون الشخص ميتًا أم لا، حيث تشهد النساء بأن يسوع حي. وقد يكون هذا هو الباب الذي يمكن أن يُطرح فيه هذا المشهد كشهادة عامة. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا التأهيل، تبقى النقطة الأكبر. من غير المرجح أن يؤدي حدث ملفق إلى إنشاء قصة باستخدام مجموعة من الشهود من الدرجة الثانية لتوضيح فكرة مثيرة للجدل.

    قد تكون القائمة التقليدية للظهورات في 1 كورنثوس 15 من الأدلة المثيرة للاهتمام التي تدعم هذه الحقيقة. لم تذكر النساء على الإطلاق. بالطبع، هذه القائمة تتحدث عن الأشخاص الذين ظهر لهم يسوع، وليس عن شهود القبر الفارغ. لا تزال هذه القائمة لا تشير إلى الظهور لمريم المجدلية الذي يصفه يوحنا 20. قائمة كورنثوس الأولى 15 تقتصر على الرجال، مع استثناء محتمل فقط لذكر الخمسمائة الذين قد يكونون من الرجال والنساء.

    لذا فإن ملاحظتنا الموجزة عن النساء كشهود تظهر أنه في السياق اليهودي، كن في أفضل الأحوال شهودًا من الدرجة الثانية. يمكنك أن تطلب منهن تأكيد أشياء معينة مرتبطة بقضايا الحالة الجنسية. يمكنك أيضًا أن تطالبهن ببعض الحقائق، مثل وفاة شخص ما. يمكنك استدعائهن عندما لا يكون هناك خيار آخر. عندما يكون هناك شهود ذكور، فإنهن غير ضروريين. قد يؤدي التأييد من طرفهن كأحد الوالدين أو النخبة أيضًا إلى استثناءات أخرى.

    في روايات الأناجيل، النساء هن الشاهدات الوحيدات على الإدراك الأولي للقبر الفارغ. وحدهن يسمعن إعلانًا ملائكيًا بأن الله قد أقام يسوع من بين الأموات. لا يوجد سبب لتوقع وصول قصة ملفقة إلى هذا الحد ما لم تحدث بهذه الطريقة. يُظهر التقليد اهتمامًا معينًا بكيفية تقديم التسلسل الذي يتعارض مع العادات الثقافية. وبما أننا لسنا في بيئة تُدفَع في اتجاه نسويّ (كأن يكون واقعًا حديثًا وليس قديمًا)، فلا يوجد سبب للاعتقاد بأن مثل هذا التقليد كان يهدف إلى توضيح نقطة ما حول النساء وأن مثل هذا الهدف وحده يمكن أن يفسر وجود مثب هذا التقليد. والمقصود أن دور المرأة في هذه القصة موجود لأنه كان جزءًا من الرواية المرتبطة بالحدث منذ البداية، وليس بتلفيق لاحق. إن القصة الملفقة عن القبر الفارغ سيكون لها طابع مختلف تمامًا، نظرًا للعقبات الثقافية الموجودة بالفعل في ادعاء القيامة. النساء موجودات في القصة لأنهن كن حاضرات في الحدث.

     



    [1] لقد قدمت نسخة من هذه الحجة في

    Darrell L. Bock and Benjamin I. Simpson, Jesus according to Scripture, 2nd ed. (Grand Rapids: Baker Academic, 2017), 503.

    تعتبر روايات القيامة مصدر قلق رئيسي لعمل جاري هابرماس، لذلك فإن هذا الموضوع يكرمه بطرق ترتبط بأعماله الهامة.

    [2] Robert Gordon Maccini, Her Testimony Is True: Women as Witnesses according to John, JSNTSS 125 (Sheffield: Sheffield Academic Press, 1996), esp. 77–79, 161–71, 225–33.

    [3] "«إِذَا كَانَ لِرَجُل ابْنٌ مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لاَ يَسْمَعُ لِقَوْلِ أَبِيهِ وَلاَ لِقَوْلِ أُمِّهِ، وَيُؤَدِّبَانِهِ فَلاَ يَسْمَعُ لَهُمَا. يُمْسِكُهُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَيَأْتِيَانِ بِهِ إِلَى شُيُوخِ مَدِينَتِهِ وَإِلَى بَابِ مَكَانِهِ، وَيَقُولاَنِ لِشُيُوخِ مَدِينَتِهِ: ابْنُنَا هذَا مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لاَ يَسْمَعُ لِقَوْلِنَا، وَهُوَ مُسْرِفٌ وَسِكِّيرٌ. فَيَرْجُمُهُ جَمِيعُ رِجَالِ مَدِينَتِهِ بِحِجَارَةٍ حَتَّى يَمُوتَ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ، وَيَسْمَعُ كُلُّ إِسْرَائِيلَ وَيَخَافُونَ." (تث 21: 18-21).

    [4] "«إِذَا اتَّخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَحِينَ دَخَلَ عَلَيْهَا أَبْغَضَهَا، وَنَسَبَ إِلَيْهَا أَسْبَابَ كَلاَمٍ، وَأَشَاعَ عَنْهَا اسْمًا رَدِيًّا، وَقَالَ: هذِهِ الْمَرْأَةُ اتَّخَذْتُهَا وَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهَا لَمْ أَجِدْ لَهَا عُذْرَةً. يَأْخُذُ الْفَتَاةَ أَبُوهَا وَأُمُّهَا وَيُخْرِجَانِ عَلاَمَةَ عُذْرَتِهَا إِلَى شُيُوخِ الْمَدِينَةِ إِلَى الْبَابِ، وَيَقُولُ أَبُو الْفَتَاةِ لِلشُّيُوخِ: أَعْطَيْتُ هذَا الرَّجُلَ ابْنَتِي زَوْجَةً فَأَبْغَضَهَا. وَهَا هُوَ قَدْ جَعَلَ أَسْبَابَ كَلاَمٍ قَائِلًا: لَمْ أَجِدْ لِبِنْتِكَ عُذْرَةً. وَهذِهِ عَلاَمَةُ عُذْرَةِ ابْنَتِي. وَيَبْسُطَانِ الثَّوْبَ أَمَامَ شُيُوخِ الْمَدِينَةِ. فَيَأْخُذُ شُيُوخُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ الرَّجُلَ وَيُؤَدِّبُونَهُ وَيُغْرِمُونَهُ بِمِئَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ، وَيُعْطُونَهَا لأَبِي الْفَتَاةِ، لأَنَّهُ أَشَاعَ اسْمًا رَدِيًّا عَنْ عَذْرَاءَ مِنْ إِسْرَائِيلَ. فَتَكُونُ لَهُ زَوْجَةً. لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُلَّ أَيَّامِهِ. «وَلكِنْ إِنْ كَانَ هذَا الأَمْرُ صَحِيحًا، لَمْ تُوجَدْ عُذْرَةٌ لِلْفَتَاةِ. يُخْرِجُونَ الْفَتَاةَ إِلَى بَابِ بَيْتِ أَبِيهَا، وَيَرْجُمُهَا رِجَالُ مَدِينَتِهَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَمُوتَ، لأَنَّهَا عَمِلَتْ قَبَاحَةً فِي إِسْرَائِيلَ بِزِنَاهَا فِي بَيْتِ أَبِيهَا. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ." (تث 22: 13-21).

    [5] Maccini, Her Testimony Is True, 66.

     فهرس بارت إيرمان _ إعداد فريق يسوع عبر التاريخ









     دليلك لقانون الإيمان النيقاوي القسطنطيني من العهد الجديد وكتابات الآباء الرسوليين _ إعداد فريق يسوع عبر التاريخ






    لتحميل الكُتيّب: دليلك لقانون الإيمان النيقاوي القسطنطيني من العهد الجديد وكتابات الآباء الرسوليين _ إعداد فريق يسوع عبر التاريخ


     متى ولوقا ومصادرهما - بول بارنيت



    لوقا

    منذ النصف الثاني من القرن الثاني، أجمع الكُتّاب المسيحيون على أمرين.

    أولاً، ينسبون الإنجيل الثالث إلى لوقا الطبيب الذي رافق بولس في رحلاته. وهكذا فإن الكانون الموراتوري المكتوب من روما حوالي 170م ينص على ما يلي:

    كتب لوقا الطبيب الكتاب الثالث من الإنجيل، الذي كتبه لوقا باسمه بناءً على سلطة بولس، بعد صعود المسيح، أخذه بولس ليكون معه. . . ولكنه لم ير الرب في الجسد.[1]

    وبالمثل، فإن إيريناوس، الذي يكتب من بلاد الغال [فرنسا] حوالي 170، أعلن:

     "لوقا. . . رفيق بولس، سجل في كتاب الإنجيل الذي بشر به بولس "(ضد الهرطقات 3 .1. 1).[2]

    يصف إيريناوس كيفية تعامل أحد الهراطقة مع إنجيل لوقا في أوائل الأربعينيات من القرن الثاني:

    مرقيون. . . يشوه الإنجيل الذي جاء بحسب لوقا، ويزيل كل ما هو مكتوب عن ولادة الرب، ويضع جانبًا قدرًا كبيرًا من تعاليم الرب. (ضد الهرطقات 1. 27. 2).[3]

    ووفقًا لهذه السلطات، كان كاتب الإنجيل الثالث هو لوقا رفيق بولس.

    ثانيًا، كان هؤلاء الكتاب الأوائل مقتنعين بأن لوقا لم يكن شاهد عيان. ويكفي أحد الأمثلة - يقول الكانون الموراتوري:

    ومع ذلك لم ير [لوقا] الرب في الجسد. وهو أيضًا، نظرًا لأنه كان قادرًا على التأكد من الأحداث، يبدأ قصته منذ ولادة يوحنا.[4]

    يبدأ إنجيل لوقا بهذه الطريقة:

    بقدر ما تعهد الكثيرون بتجميع سرد للأشياء التي تم إنجازها بيننا، تمامًا كما تم تسليمها إلينا من قبل أولئك الذين كانوا منذ البداية شهود عيان وخداماً للكلمة، فقد بدا ذلك جيدًا بالنسبة لي أيضًا. . . أن أكتب لك تقريرًا منظمًا، أيها العزيز ثاؤفيلس، لكي تعرف الحقيقة فيما يتعلق بالأشياء التي أُبلغت بها. (1: 1-4).

    من هذا نستنتج ما يلي:

    1.     قام بعض الناس بتجميع "روايات" عن يسوع.

    2.     "سلم" شهود عيان يسوع هذه إلى لوقا، الذي لم يكن شاهد عيان.

    3.     باستخدام هذه الكتب، كتب لوقا تاريخًا شاملاً.

    ما هي هذه "الروايات" ومن هم هؤلاء "شهود العيان"؟ إذا كان لوقا قد نسج خيوطًا معينة كما تم "تسليمها" إليه، فقد يكون من الممكن أن نفكك ونفحص كل منها. هذا هو العلم المسمى source criticism نقد المصدر. يخبرنا أن لوقا استخدم الخيوط الثلاثة التالية:

    1)    إنجيل مرقس. يضم لوقا حوالي 50% من مرقس، وهو ما يمثل حوالي 25% من إجمالي لوقا.

    2)    قصص الميلاد (الإصحاحات 1 و2؛ حوالي 10٪ من مجموع لوقا).

    3)    وثيقة تُعرف باسم Proto-Luke (الأصحاحات متناثرة في لوقا ولكن بشكل خاص 9-18 و22-24). كان Proto-Luke عبارة عن وثيقة يُعتقد أنها كانت موجودة قبل مرقس وتتألف من Q - مجموعة أقوال عن يسوع أشار إليها العلماء باسم Quelle) تعني "المصدر" باللغة الألمانية) - و L، وهي مكونة من (أ) السرد (زكا، المحاكمة أمام هيرودس)، (ب) المعجزات (شفاء العشرة البرص) و(ج) الأمثال (السامري الصالح، الابن الضال).

     

    دعونا نترك في الوقت الحالي الأهمية التاريخية لهذه الخيوط في لوقا والاستخدام الذي يستخدمه لها.

    متى

    على الرغم من أن إنجيل متى كان الأكثر استخدامًا، إلا أن أصوله يكتنفها الغموض. إن عنوان الإنجيل، الذي كان مستخدمًا في منتصف القرن الثاني، يهدف إلى تحديد المؤلف على أنه متى، أي لاوي جامع الضرائب، أحد التلاميذ الاثني عشر (متى 9: 9 = مر 2: 14 = لو 5 : 27). الإشارات إلى متى من القرن الثاني ليست عديدة. كتب إيريناوس عام 170:

    أصدر متى أيضًا إنجيلًا مكتوبًا بين العبرانيين بلهجتهم. (ضد الهرطقات 3. 1 .1).[5]

    علق بابياس حوالي 130:

    قام متى بتجميع الأقوال في اللغة العبرية: لكن الجميع فسرها على قدر استطاعته.[6]

    نظرًا لأنه من المرجح أن إيريناوس يردد أصداء بابياس فقط، فمن المحتمل ألا يكون لدينا مصدران، بل مصدر واحد. هناك شيئان واضحان من هذه الإشارات. أولاً، كان المؤلف أحد التلاميذ الاثني عشر. ثانيًا، جمع أقوال يسوع بالعبرية. اكتشف نُقّاد المصدر ثلاثة فروع أساسية في متى:

    1)    إنجيل مرقس. يستنسخ متى 90% من مواد مرقس، والتي تمثل حوالي 50% من إجمالي متى.

    2)    المصدر المعروف باسم Q، والذي يستنسخه لوقا أيضًا (كجزء من Proto-Luke)، ويمثل حوالي 25% من إجمالي متى.

    3)    تم العثور على المواد فقط في متى، والمعروفة عادة باسم M، وتمثل حوالي 25% من إجمالي متى.

    تم العثور على صعوبات في تعليقات إيريناوس وبابياس حول إنجيل متى. لماذا، على سبيل المثال، قد يحتاج شاهد عيان إلى سرد شخص آخر (قصة مرقس) بينما يمكنه كتابة روايته الخاصة؟ كيف يمكن لبابياس أن يدعي أن متى "جمع أقوالا باللغة العبرية" بينما الإنجيل كما هو مكتوب باليونانية؟ ما هي الإجابات على هذه الأسئلة المهمة؟

    أحد الحلول الممكنة هو أن متى كتب أصلاً Q أو ربما مجموعة من اقتباسات العهد القديم بالعبرية. في هذه الحالة، قام متى، أو كاتب آخر غير معروف لنا، بترجمة هذه "الأقوال العبرية" إلى اليونانية ودمجها مع مَرقُس والمصدر (المصادر) الأخرى، وبذلك يكمل الإنجيل في شكله الحالي. لكن من كان المؤلف / المحرر النهائي، وبأي عمليات جمع مصادره، هي أمور لا توجد معلومات معينة عنها.

    ما يمكن قوله هو أن الإنجيل كان قيد الاستخدام على الأقل بحلول الثمانينيات وأن المؤلف استخدم المصادر الثلاثة مرقس وكيو Q وم -M.

     

    مرقس في متى ولوقا

    قام كل من لوقا ومتى بدمج خيوط موجودة مسبقًا ونسجها معًا في الأناجيل الخاصة بكل منهما. في وقت سابق رأينا أن الإنجيليين الآخرين، يوحنا ومرقس، يبدو أنهما مصادرهما الخاصة، حيث كان يوحنا شاهد عيان، ومرقس رفيق شاهد عيان.

    إن استخدام المصادر السابقة من قبل متى ولوقا له أهمية كبيرة بالنسبة لمسألة مصداقية هذين الكاتبين. من بين الخيوط الأربعة - مرقس، Q، M، L - التي يستخدمها متى ولوقا، يوجد مرقس بشكل مستقل ويتم استنساخ Q في كليهما. نحن قادرون على الفور على التحقق من دقة وسلامة متى ولوقا من خلال استخدامهم لمصادر موجودة مسبقًا، ولا سيما استخدامهم لمرقس. ماذا نكتشف؟

    دعونا نحقق في حالة معينة، جزء من مثل المستأجرين الأشرار.

    مرقس 12: 5-7

    متى 21: 36- 38

    لوقا 20: 12-14

    ثُمَّ أَرْسَلَ أَيْضًا آخَرَ، فَقَتَلُوهُ. ثُمَّ آخَرِينَ كَثِيرِينَ، فَجَلَدُوا مِنْهُمْ بَعْضًا وَقَتَلُوا بَعْضًا.

    ثُمَّ أَرْسَلَ أَيْضًا عَبِيدًا آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّلِينَ، فَفَعَلُوا بِهِمْ كَذلِكَ.

    ثُمَّ عَادَ فَأَرْسَلَ ثَالِثًا، فَجَرَّحُوا هذَا أَيْضًا وَأَخْرَجُوهُ.

    فَإِذْ كَانَ لَهُ أَيْضًا ابْنٌ وَاحِدٌ حَبِيبٌ إِلَيْهِ، أَرْسَلَهُ أَيْضًا إِلَيْهِمْ أَخِيرًا، قَائِلًا: إِنَّهُمْ يَهَابُونَ ابْنِي!

    فَأَخِيرًا أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلًا: يَهَابُونَ ابْنِي!

    فَقَالَ صَاحِبُ الْكَرْمِ: مَاذَا أَفْعَلُ؟ أُرْسِلُ ابْنِي الْحَبِيبَ، لَعَلَّهُمْ إِذَا رَأَوْهُ يَهَابُونَ!

    وَلكِنَّ أُولئِكَ الْكَرَّامِينَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ

    وَأَمَّا الْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوْا الابْنَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ

    فَلَمَّا رَآهُ الْكَرَّامُونَ تَآمَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ قَائِلِينَ

    هذَا هُوَ الْوَارِثُ! هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ فَيَكُونَ لَنَا الْمِيرَاثُ!

    هذَا هُوَ الْوَارِثُ! هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ!

    هذَا هُوَ الْوَارِثُ! هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ لِكَيْ يَصِيرَ لَنَا الْمِيرَاثُ!

     

    يمكن تقديم تعليقين. أولاً، لا يتبع متى ولوقا مَرقُس بخضوع. يروي كلا المؤلفين القصة بكلمات (يونانية) أقل (مرقس: 50؛ لوقا: 47؛ متى: 45) وبتعبير أكثر صقلًا. بعد مقارنة شاملة لاستخدام متى ولوقا لمرقس، كتب إدوين كليمنت هوسكينز وفرانسيس نويل ديفي:

    يهتم مؤلفا الإنجيلين اللاحقين بقرائهما اليونانيين. يضيفان، من أجل توضيح ما يطلبه يسوع من تلاميذه. إنه تبسيط من أجل تجنب سوء الفهم الخام. يتجاهلان ما يبدو أنه تافه وغير ضروري. إنهما يرتبان وينظمان التقليد، حتى يسهل قراءته في الأماكن العامة أو الخاصة، ويقومان بتحسين القواعد والأسلوب، حتى لا يتم استفزاز قراءهما الأذكياء بشكل غير معقول.[7]

    ثانيًا، تصريح يسوع عن نفسه بأنه "الابن الحبيب" للمرسل (أي، الله) هو أحد أهم العبارات اللاهوتية في مَرقُس. ماذا فعل بها متى ولوقا؟ يعيد لوقا إنتاجها كما هي، لكن متى في الواقع يغفل كلمة "الحبيب"، وبالتالي يضعف تأثيرها. لا يعني ذلك أن متى لديه نظرة منخفضة ليسوع: إنه "عمانوئيل. . . الله معنا "(متى 1: 23)، الابن الوحيد الذي يعرف الآب (متى 11 :27). ومع ذلك، بعيدًا عن توسيع "الابن" أو رفعه أو تعظيمه في هذه المرحلة، يختزله متى لسبب ما. هذا المثال نموذجي للطريقة التي استخدم بها لوقا ومتى مرقس. علق هوسكينز وديفي:

    لكن في مجمل عملية التحرير هذه، لم يرفعوا في أي مكان من تصور مرقس الهائل عن يسوع. لا يمكن الكشف عن تأليه نبي أو مجرد واعظ بالبر.[8]

    عندما نجري فحصًا دقيقًا لمتى ولوقا أثناء العمل على نص مرقس، نكتشفهم ليكونوا كتبة حذرين لا يبالغون في ادعاءات يسوع في الطريقة التي يقدمونها بها. يمكن أيضًا تمييز عناية لوقا الرصينة في رواية إقامة الابن الميت لأرملة نايين، والتي توجد فقط في إنجيل لوقا (7: 11-17). الإعداد هو مأساة عميقة. فقدت المرأة التي لا زوج لها الآن ابنها الوحيد. لقد تُركت بدون وسائل دعم مرئية. خط عائلتها في نهايته. عندما رأى يسوع موكب الجنازة بالقرب من بوابة المدينة، تحرك برأفة وأعاد الصبي إلى الحياة مرة أخرى. يسجل لوقا دهشة المتفرجين والمشاعر التي عبروا عنها. كان من الممكن أن يجعلهم يقولون بسهولة "كان هذا ابن الله" أو "كان الله معهم" أو أي عبارة أخرى لتقديم نظرة فخمة عن يسوع. في الواقع، لم يقم لوقا بتسليط الضوء على كريستولوجيا كما كان يمكن أن يفعل بسهولة مثل الشخص الذي كتب أيضًا أعمال الرسل، حيث يكون مجد يسوع بعد القيامة مهمًا للغاية. يعطينا لوقا بدلاً من ذلك رد الفعل اللفظي المعتدل نسبيًا من المتفرجين. قالوا أن يسوع كان "نبيًا عظيمًا"، وهذا كل شيء.

     

    المصادر المبكرة كشهود عيان

    نظرًا لأنهم في النقطة التي يمكننا التحقق منها - أي في عملهم على مرقس ومتى ولوقا - أثبتا أنهما جديران بالثقة، فنحن نشجعهم على استخدامهم للمصادر الأخرى المتاحة لهما.[9] يعتبر Q مصدرًا جوهريًا يدرسه العلماء في حد ذاته. له هيكله المميز وأسلوبه وتركيزه اللاهوتي. وبالمثل، قد يتم أيضًا فحص محتويات وتأكيدات المصادر الأخرى، على الرغم من أنه خارج نطاق هذا الكتاب للقيام بذلك. ما هو واضح من الأناجيل الأول والثالث هو أن المصادر التالية كانت موجودة بالفعل وبحلول وقت مبكر:

    ·        مرقس

    ·        كيو- Q

    ·        مM -

    ·        قصص الطفولة (لوقا)

    ·       (كيو Q- + لL-) Proto-Luke

     

    تنبع هذه المصادر إما من الأفراد أو الكنائس، وبالتالي فهي تمثل دليلاً آخرًا مستقلًا ليسوع.

    أساليب لوقا ومتى

    على الرغم من أن كل من متى ولوقا يستفيدان من إنجيل مرقس وكذلك Q، إلا أن أناجيلهما مميزة من حيث الأسلوب وتستهدف مجموعات مختلفة من القراء. لا يعتبر أي من الإنجيلين اختلافًا بسيطًا عن الآخر. كان كاتب إنجيل متى يهوديًا كتب للقراء اليهود. لم يكن متى بحاجة إلى أن يشرح، على سبيل المثال، ماهية الناموسيات؛[10] كان جمهوره اليهودي يعرف ذلك بالفعل. أظهرت المعرفة الأكبر للتلمود اليهودي من قبل العلماء المسيحيين أنه في عرضه لسلسلة نسب المسيح، وطريقته في اقتباس العهد القديم وكذلك طريقته في سرد القصص عن يسوع، كان متى ساميًا تمامًا. كتب متى عن المسيح من الثقافة اليهودية في عصره ومن أجلها.

    من ناحية أخرى، كتب لوقا للقراء المتعلمين والمثقفين من الأمم. قارن، على سبيل المثال، مقدمة المجلد الثاني لوقا بالمجلد الثاني لأحد أعمال يوسيفوس:

    أعمال الرسل 1: 1

    ضد أبيون 2. 1

    في كتابي السابق، يا ثاوفيلس، لقد كتبت عن كل ما بدأ يسوع يفعله ويعلمه.

    في المجلد الأول من أعمالي، يا أَبَفْرُودِتُسُ المحترم، أظهرت أثار عرقنا (اليهود).

     

    أوجه التشابه ملفتة للنظر. يشير كلا المؤلفين إلى مجلد سابق، يوضحان محتوياته بإيجاز؛ كلاهما يكرسان كتبهما للأفراد الذين يذكرونهم بالاسم. كانت مثل هذه التفاصيل بمثابة اتفاقيات أدبية رائجة بين الأمم المتعلمين والتي لاحظها كل من لوقا ويوسيفوس.

    من الواضح، إذن، أن متى ولوقا كانا ينتميان إلى مجموعتين ثقافيتين منفصلتين، وهما المجموعتان اللتان وجهتا إليهما أناجيلهما على التوالي. عند تقييم كفاءة متى أو لوقا كمؤرخين، سيكون من غير العدل مقارنتهم إما بكتاب السير المعاصرين أو مع بعضهم البعض. إذا أردنا إجراء مقارنة، فيجب أن تكون مع كتاب آخرين من المجموعة الثقافية التي ينتمي إليها كل منهما.

     

    صفة المصدر

    هل خيوط المصدر هذه تاريخية في طبيعتها؟ ربما نتوقع ألا يكونوا كذلك، لأنهم يتكونون في الغالب من تعاليم معزولة ليسوع مع المصدر L فقط الذي يوفر أي معلومات سردية مهمة. من المثير للاهتمام مقارنة خيوط المصدر الإزائية في شكلها الأصلي مع الميشناه، وهي مجموعة من أقوال الرابيين المكتوبة بعد أكثر من قرن من الأناجيل. إن أقوال الرابيين هذه، التي تتعلق بالمسائل القانونية والأخلاقية في اليهودية، لا تحتوي فعليًا على تفاصيل مضمنة فيها قد تشير إلى أين أو متى أو في أي ظروف تم نطقها في الأصل. من ناحية أخرى، تحتوي خيوط مصدر الأناجيل الإزائية على بعض التفاصيل التاريخية، والتي ترتبط في الغالب بالتفاصيل الجغرافية. دعونا نتأمل بعض الأمثلة.

    v    المصدر Q. يذكر المصدر Q أنه بعد معموديته "عاد يسوع من الأردن" (لوقا 4: 1 = متى 4: 1) وبعد ذلك "دخل كفرناحوم" (لوقا 7: 1 = متى 8: 5). في مقطع تعليمي شهير، أعلن يسوع ويلات على مدن شمال كورزين وبيت صيدا وكفرناحوم (لوقا 10: 13-15 = متى 11: 21-23)، والتي زارها الاثنا عشر أثناء بعثتهم.

    v    المصدر M. الإشارات الجغرافية في مM- ليست سوى قليلة، حيث تقتصر على كفرناحوم (متى 17: 24)، وأورشليم (21: 10) و "الجليل. . . جبل "(28: 16). أمر يسوع تلاميذه ألا يزوروا مناطق الأمم أو أي مدينة من مدن السامريين (10: 5).

    v    المصدر L. يتضح الاهتمام التاريخي الأكبر نسبيًا للوقا في المصدر L، والذي جمعه على الأرجح. وذكر أن خدمة يوحنا المعمدان بدأت في "السنة الخامسة عشرة من. . . طيباريوس قيصر [28 أو 29م]، بيلاطس البنطي حاكم اليهودية، وهيرودس [أنتيباس] رئيس رباعي الجليل وشقيقه فيليبس رئيس رباعي منطقة إيتوريا والتراخونيتيس وليسانيا رئيس رباعي أبيلين، في كهنوت حنان وقيافا "(لوقا 3: 1-2). هذا البيان التفصيلي، الذي يذكر الإمبراطور الروماني وحاكمه المحلي وكذلك رؤساء الأرباع اليهود وكبار الكهنة، أكدته مصادر خارجية على أنه دقيق. بالإضافة إلى ذلك، يشير L إلى أماكن مثل الناصرة (لوقا 4 :16)، وبحيرة جنيسارت (5: 1)، ومدينة تسمى نايين (7 :11)، "عبور بين السامرة والجليل" (17 :11)، أريحا (19: 1)، أورشليم (19 :11)، جبل الزيتون (19 :37) وقرية تسمى عمواس (24 :13).

    v    يشير L أيضًا إلى عدد من الأشخاص بالاسم - على سبيل المثال، مريم المجدلية، يوانا، "زوجة خوزي، وكيل هيرودس" وسوسنة (لو 8: 2-3)؛ مرثا ومريم (10: 38-39)؛ زكا "عشار جباية" (19: 2)؛ وكليوباس (24: 18).

     

    في حين أن خيوط المصدر تتنوع بين البساطة النسبية لـ M إلى التطور التاريخي لـ L، فإن طابعها التاريخي واضح، لا سيما عندما يضع المرء في الاعتبار أقوال الميشناه التي يوجد لها نقص شبه كامل في "المعالم" التاريخية.

    يمكن قول شيئين بثقة عن متى ولوقا. أولاً، عندما نتحقق من استخدامهما لمرقس، نجد أن متى ولوقا هما كاتبان مسؤولان لا يبالغان في المادة الموجودة تحت تصرفهما. ثانيًا، نكتشف، خيوطًا مختبئة في إنجيليهما، كانت موجودة قبل أن يكتب متى ولوقا، كمصادر للمعلومات عن يسوع. إن الدليل على ما فعله يسوع وقاله هو أكثر شمولاً وتعقيدًا مما قد نظن من الأناجيل الأربعة كما هي.



    [1] James Stevenson, ed., A New Eusebius (London: SPCK, 1957), p. 52.

    يمكنك الإطلاع على نص القانون الموراتوري من الرابط التالي:

    https://www.earlychristianwritings.com/text/muratorian-metzger.html

    [7] Edwyn Clement Hoskyns and Francis Noel Davey, The Riddle of the New Testament

    (London: Faber & Faber, n.d.), p. 103.

    [8] المرجع نفسه.

    [9] ومن المحتمل، ولكن ليس من المؤكد، أن هذه كانت مصادر مكتوبة. انظر

    Archibald M. Hunter, The Work and Words of Jesus (London: SCM Press, 1958).

    حيث يتم إعادة إنتاج المصادر Q وM وL  بشكل منفصل.

    [10] صندوق يحتوي على آيات كتابية كان يلبس على الجبهة والذراعين. انظر متى 23: 5.

    جميع الحقوق محفوظة ل يسوع عبر التاريخ - Jesus Through History
    تصميم : عالم المدون